يخبر الإنسان بأعماله التي عمل من حسنات أو سيئات من معاصي أو طاعات فهو عالم بما صنع وبصير بما ارتكب
واقترف وشاهد علي نفسه بما اجترفت كما قال تعالي ( أقرأ كتبك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا ) فيقرأ كتابه
ولا ينكر من ذلك شيئا ولكنه إنسان مجادل يدلي بالاعتذارات والحجج والواهية ثم وهو يعتذر فإنه يدرك تماما أنه علي باطل ولو جادل واعتذر فنفسه عليه شاهدة شاهدة علي كل معاصيه التي ارتكبها في دنياه وقد خلي وأغلق
الأبواب علي نفسه ثم طفق يعصي ربه بنظر محرم أو فاحشة مغلظة أو معصية وإن قلت فكل ذلك يعمل والجوارح
عليه شهود الكرام الكاتبون حضور والرب تعالي لا يخفي عليه شئ في الأرض ولا في السماء
أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال [ قالو يا رسول الله هل نري ربنا يوم القيامة قال هل تضارون
في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة
[ قالوا لا قال فولذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ]
قال فيلقي العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل وألإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول
بلي قال فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقي الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك
وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلي أي رب فيقول أفظننت أنك ملاقي فيقول لا
فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقي الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يارب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول فيقول هاهنا إذا قال ثم يقال له الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم علي فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه
بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك النافق وذلك الذي يسخط الله عليه ] وفي رواية اخري عند مسلم من حديث انس
قال [ كنا عند رسول الله فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قال قلنا الله ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول العبد يارب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلي قال فيقول فإني لا أجيز علي نفسي إلاشاهدا مني قال فيقول كفي
بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شوهدا قال فيختم علي فيه فيقال لأركانه أنطقي قال فتنطق بأعماله
قال ثم يخلي بينه وبين الكلام قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل))
وصدق الله إذقال { يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين } وصدق الله إذ يقول [ أيحسب أن لم يره أحد الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين]
وصدق الله إذ يقول {ويوم يحشر اعدآء الله ألي النار فهم يوزعون حتي إذا ما جآءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلوديهملم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة واليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم أرداكم فأصبحتم من الخسرين }
تنبيه هام قول الله تعالي ( أرداكم ) غير (أرضاقم ) فأرداكم من الهلاك و أرضاكم من الرضي هذا والله اعلم
احبتي في الله الي هنا اقف علي امل أن يكون في العمر بقية لنكمل هذا الموضوع المهم سألين الله ان ينفعني وأخواني بما نسمع ونقول ويجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه
{{ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته }}