قصيدة مصرية رائعة

يا منِْ كُنتَ أخِي في يوم مِنَ الأيام..
لِمَ تُروعُنِي..
لِمَ تًجرى وَرائِي..
وبالأحجار ترشِقُنِي..
لِمَ تَهتِفُ ضدي..
وبأسوأ الألفاظِ تُلَقِبُنِي..
لم تًهدرُ دَمِى إن كنتَ أخي..
يا مَن كُنتَ أخي..

أهانت عليكَ عُروبتِي..
أم أن العروبة أصبحت قضِيتي..
وعُقدَتِي و نِقمَتِي..
أهذا ما علمَكَ إياهُ الرسولْ..
أهذا ماقرأتة في كتابِ الله..
أم أنها أسطورةُُ مِن قَصَصِِ المغولْ..

أصرخُ فيكَ أنا عربيُ..
تطعَنُنِي..
تهزىُء بي..
تسخرُ منِى..
تحرقُ عَلمِي..
تجرحُنِي في وطنِي المكسورْ..

مُنتًصَفُ الليل..
وقلبي حزينْ..
والعينُ ترفضُ أن تنامْ..
عَقلي مشلولُ يَسألني..
هل عادَ العَربُ مِنَ السُودانْ ؟
هل حُِرقَ العلمُ الأحمرُ ؟
أم حُرقَ العلمَانْ ؟

هل مَاتتْ نَخوتُنَا؟
هل ضَاعتْ هَيبتُنا ؟
هل ماتَ الرُجلُ ؟
أم انه قدرُ الرَحَمنْ..
أن نتفرقَ في الشُطَأنْ..
أن يُفرقنَا المَوجُ..
مابينَ صحَارينَا والوديانْ..
ألا نحمِلَ علماً أوحدْ..
ألا نهتِفَ أسماً أوحدْ..
ألا نتفقَ..
حتى مِن أجل الإنسانْ..


الآنَ أشاهدُ في الشَاشَاتِ..
عيونٌ تبكى..
وأخرى تملؤها الآهاتْ..
يتساءلُ أدهمُ عن أخية..
يتساءلُ وطنٌ عن ماضية..
يتساءلُ خوفي الأسودٌ..
عن أقصوصةِ شعبٍ..
كانت في الماضي قِصَتُنا..
عن تاريخ آل البيتِ..
وأبطالُ الثورةِ..
عن مَن صَبروا..
وعمن عَبروا..
وعمن قالوا "وطَنِي الأَكبَرُ" أنت البيتْ...

تقتلني دقاتُ الساعة..
أسمعُها كطبُول الحربْ..
والجرحى في الشاشاتِ..
وفى الأخبارِ..
والسادة مازالوا سادة..
في البدلةِ السوداءِ..والياقةِ الزرقاءِ..
والضحكةِ الصفراءِ...
يا لها من عاده..


إنهم يضحَكونَ على الشاشاتِ..
وبعضُ الجرحى..لم يجد وقتاً كافياً..
كي يتلو الشهادة..

يقسمونَ بالله ويخافونَ اليومَ الآخرَ..
في الشاشاتِ..
وخلفَ ظُهُورنا يغتالونَ العِبادة..


خدعوكَ فقالوا إن دِماءكَ صارت ماءْ..
فاضت كالنهرِ على أرضِ القدماءْ..
خدعوك بأسم الدينِ..
وبأسم الحقْ..
وبأسم الكأسْ..
خدعوكَ فأحصوا لكَ..
عدد الشهداءْ..


يا من صدقتَ النبأ بغير يقينْ..
وابتعتَ الخِنجرَ والسكينْ..
وملأتَ يديكَ بأحجار ترشقنا..
في قلبِ البلدِ المسكينْ..
وهتفتَ هتافاً غربياً..
يتحدثُ عن نصرٍ مجنونْ..
يتحدثُ عن عربٍ صهيونْ..
يتحدثُ عن آل فرعونْ..
وعن أحفادِ قارونْ..


من عينيكَ يُطِلُ الحِقدُ..
ويلتهبُ الوترُ المشحُونْ..
يا لك من أحمقْ..
يا لك من مجنونْ..
فدماءُ بلادي على أيديكمْ قد حرقتْ..
أجملَ أغصانِ الزيتونْ....



منقول من

أحمد المهدى

القصيدة على اليوتيوب


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]