لكمبيوتر فوائد عدة لا يمكن أن ننكرها، إلا أنَّ إدمان أطفالنا على استخدامه يمكن أن يكون له عدة سلبيات، سواء على الحالة الفيزيولوجية أم النفسية لديه.
ولكن كيف يمكن لنا أن نواكب العصر وندخل هذه الأداة التكنولوجية الحديثة إلى عالم أطفالنا، معتمدين فقط على إيجابياتها، متفادين سلبياتها قدر الإمكان؟.
.
من المستحيل أن “نمنع” التكنولوجيا من الدخول إلى عالم أطفالنا.
ويعتقد بعض الأهل أنَّ هذه التكنولوجيا “شرٌّ لابدَّ منه”، إلا أنها في حال تمَّ الاعتماد عليها بحكمة، يمكن أن تساعد الطفل على التفوق الدراسي، بل وحتى القدرة على التميز في حياته المستقبلية.
ولكن كيف يمكن لنا أن “ندخل” الكمبيوتر إلى عالم أطفالنا، مستفيدين من إيجابياته، وبعيدين قدر الإمكان عن المشاكل؟.
قام الخبراء بتحديد الأمور التي تساعدنا في هذا المجال.
ما هي السن المحددة لاستخدام الكمبيوتر؟
يفضل أن يمتنع الأطفال حتى سن الثانية عن استخدام الكمبيوتر.
أما الأطفال وحتى سن الثالثة عشرة، فيجب ألا تتعدَّى ساعات استخدامهم الكمبيوتر أكثر من ساعتين، بما فيها فترة مشاهدتهم التلفزيون، إذ إنه من الأفضل ألا يجلس الطفل لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون والكمبيوتر.
تعرف على فوائد الكمبيوتر
من الخطأ أن ننظر إلى الكمبيوتر على أنه جهاز للتسلية فقط بالنسبة للطفل، بل إنَّ له فوائد تعليمية وتنموية مهمة جداً.
يقول الدكتور ديفيد شافر الاختصاصي في علم النفس التربوي في جامعة University of Wisconsin: هناك بعض البرامج التعليمية التي لا تساعد الطفل فقط على فهم دروسه بل أيضاً تحثّه على المنافسة والمثابرة على تحقيق أهدافه.
ولكي يستطيع الطفل أن يحقّق التفوق الدراسي -وفقاً لما أوضح الدكتور شافر- فإنَّ الطفل يكون بحاجة لأن يفكر في طرق إبداعية ومبتكرة.
كما يكون الطفل بحاجة لأن يفكر في طرق أبعد من الطرق التقليدية التي يتمّ تلقينها له في المدرسة.
وتعتبر بعض أنواع برامج التسلية (اللعب) المختارة بعناية من قبل الأهل، من الوسائل المهمة التي تساعد الطفل على محاكاة عالم الخيال، وتعطيه دافعاً من الإثارة والتشويق، وتساعد على تنمية ذكائه؛ الأمر الذي يعلم الطفل مهارات تساعده في الحياة بشكل عام.
إلى ذلك، فإنَّ هناك بعض البرامج الفنية المفيدة التي تقوم على التصميم الفني والرسم كبرنامج “الأدوب فوتوشوب”، وغيرها من البرامج التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته في القراءة والحساب.
لا تدخل الكمبيوتر إلى غرفة نوم الأطفال
من الخطأ أن تضع الكمبيوتر في غرفة نوم الأطفال، حيث إنه وبمجرد دخوله إلى غرفة النوم فذلك يعني أنك فقدت السيطرة.
ومن الأفضل أن تخفّف الضغط قليلا بالنسبة للأطفال الذين تجاوزوا السادسة عشرة من العمر.
وينصح الدكتور شافر بأنه في هذه المرحلة من العمر يكون من الخطأ أن تضغط كثيراً عليهم، وحاول أن تعطيهم القليل من الحرية، وابقَ على تواصل معهم حتى لا يسيئوا استخدام هذه الحرية.
ضع القوانين وتأكد من تنفيذها
إنَّ الأطفال عادة يلتزمون بالقوانين، لاسيما في حال وجدوا أنها منطقية. وهنا عليك أن تحاول أن تفسّر لهم أنها منطقية وضرورية.
ومن أهم هذه القوانين عدمُ تجاوز الساعات المحددة لهم في استخدام الكمبيوتر. وفي حال كان الطفل يستخدم الإنترنت، فعليه أن يدخل فقط إلى المواقع التي تحدّدها أنت.
شاهد ما يشاهده
من المهم ألا تركز فقط على “الكمية” بل أيضاً على النوعية، فمن المهم ألا تقوم فقط بتحديد الفترة التي يجلس فيها طفلك أمام الكمبيوتر، بل تعرف على الأمور التي يقوم بها وهو يستخدم هذا الجهاز.
ويجب أن تعرف ما هي البرامج التي يستخدمها، ومن الضروري أن تشاهد معه المواقع الإلكترونية التي يشاهدها