عملية تواصل الأهل مع أبنائهم عملية حساسة، إذ إن الأهل يريدون دائماً مصلحة أبنائهم من خلال التوجيهات التي يقدمونها لهم دون أن يجرحوهم ودون أن يخطئ الأولاد فهمهم.
يمكن للأهل أن يوصلوا ما يريدون إلى أبنائهم من نصائح وإرشادات بطريقة لا تشعر الأولاد بأنه مسيطر عليهم، إذ إن أسلوب تواصل الأهل مع أبنائهم هو أساس العلاقة الجيدة بينهم.
ويقول الاختصاصيون في مجال علم نفس الطفل أن هناك بعض العبارات التي يجب أن يتجنبها الأهل، حيث يمكنهم توصيل معناها دون أن يوجهوها بطريقة مباشرة، تحمل تأثيراً عكسياً.
وقاموا بتحديد العبارات التي يجب تجنبها قدر الإمكان ومحاولة قولها بكلمات أخرى.
عبارة الأهل:“أنت طفل مشاغب”
يميل الكثير من الأطفال إلى القيام ببعض التصرفات غير المهذبة، كأن يضرب الطفل أخته أو يأخذ الدمية من بين يديها ويجعلها تبكي.
كما أن جمعينا يود أن يكون طفله دائماً مهذباً وحسن التصرف، إلا أن هذا ما لا يمكن أن نطلبه دائماً من الأطفال خاصة الأطفال الصغار الذين لم يتجاوزوا السادسة من العمر.
ويمكن للطفل في هذه الفترة من العمر أن لا يدرك الفرق بين الخطأ والصواب، إلا أنه من الخطأ أن يلقب الأهل طفلهم بـ “المشاغب” و”غير المهذب”.
وهنا يجب على الأهل أن يعرفوا تماماً كيفية التصرف بحيث يصلون إلى هدفهم أي تربية طفل يعترف بخطئه ولا يكرره.
وفي حال قام طفلك بضرب أخيه على سبيل المثال، فيمكنك هنا وبدلاً من توجيه هذه العبارة، أن تسأله لماذا قام بهذا التصرف السيئ.
وأشار الخبراء إلى أن توجيه هذا التساؤل للطفل يمكن أن يساعد على تقوية “ضميره” وإشعاره بأنه مذنب فعلاً.
وقالت الدكتورة مارسي أكسنس “إن الأطفال الذين لا يشعرون بـ”ضميرهم” لا يمكنهم أبداً أن يشعروا بمدى الأذى الذي يتركونه لدى الآخر ويمكن أن يميل هؤلاء الأطفال في المستقبل إلى الكذب والسرقة وحتى التورط في أعمال عنف وإجرام”.
عبارة الأهل:“لا تقلق، سيكون كل شيء على ما يرام”
يمكن أن يعود طفلك من المدرسة وقد تعرض للضرب من قبل أحد زملائه الأكبر منه سناً في المدرسة أو يكون قد تذكر للتو أنه مضطر لتقديم امتحان صعب بمادة الرياضيات على سبيل المثال غداً ولم يحضر له أبداً. وفي هذه الحالة، فإن الأهل وباللاشعور وفي محاولة منهم للتخفيف عن الطفل، يقولون له “لا تقلق فكل شيء سيكون على ما يرام”.
وهنا فإن الطفل يشعر بأن أهله إما لا يدركون حجم المشكلة التي يمر بها وأنهم لا يفهمونه أو أنهم “متفائلون” كثيراً وينظرون إلى الحياة من منظارهم “الوردي”. وأشار الخبراء إلى أن أفضل طريقة يتعامل بها الأهل هنا هي التعرف على مشاعر الطفل وما الذي يؤرقه ومحاولة التعامل مع المشكلة مباشرة.
أما في حال كان حل المشكلة يكمن فقط في جعل الطفل يتكلم عن مشاعره السلبية، فإن الأهل يكونون أكثر فائدة هنا عندما يشجعون الطفل على الكلام، بالقول له: “أتفهم الحالة التي تمر بها أخبرني ماذا حدث بالتفصيل”.
عبارة الأهل:“لا تتحدث إلى الغرباء”
يضطر الأطفال إلى التحدث مع “الغرباء” كصاحب متجر الحلوى أو عند عيادة الطبيب.
ويمكن للأطفال أن يفهموا من خلال هذه العبارة أن “أي شخص يحاول أن يؤذينا” إلا أنه يجب توصيل فكرة عدم التحدث إلى الأشخاص الذين لا يرتاحون إليهم.
كما أن معظم حالات الخطف، لم يكن الخاطف فيها غريباً أبداً.
وأشار الخبراء إلى أنه من الأفضل أن يقوم الأهل بتوعية الطفل وتشجيعه، على أن يخبر أهله بما يحدث معه خلال اليوم.