بمجرد أن يحين موعد ذهاب الأطفال إلى النوم عند المساء، فإن الأهل يمكن أن يجدوا أنفسهم يواجهون"ورطة" يصعب عليهم إيجاد الحل الملائم لها.
ويمكن في هذه اللحظة أن يتساءل العديد من الأهل: هل يطفئون النور ويتركون الأطفال في غرفة النوم وسط الظلام الدامس؟.
ولكن شريحة كبيرة من الأهل يفضلون ألا يطفئوا أنوار الغرفة وإنما يبقونها منارة.
يرى معظم الأهل أنه من الأفضل أن يبقوا غرفة أطفالهم منارة حتى عندما يغطون في النوم العميق، خاصة عندما يكون الأطفال دون الحادية عشرة من العمر.
خوف الأطفال.. هل هو طبيعي؟
قالت الدكتورة إيما سيترون الاختصاصية في مجال علم نفس الطفل ومخاوفه "إن خوف الطفل من العتمة يمكن أن يعتبر إلى حد ما أمراً طبيعياً بين الأطفال".
وأوضحت أنه عندما يتم إطفاء الأضواء، فإن الطفل يجد نفسه وكأنه قد "غطس" في بحر من العتمة والغموض.
ويمكن لشعور الخوف هذا فعلاً أن يؤثر على الأطفال الصغار جداً، أي الأطفال الرضع، إلا أن الأهل لا يدركون خوف الطفل في هذه السن.
ويبدأ الأهل بالتماس شعور أطفالهم بالخوف عندما يكبرون قليلاً ويبدأ الأطفال بإظهار خوفهم لأهلهم.
وفي هذه السن أي بعد أن يصبح الطفل في عمر الأربع سنوات تقريباً، فإنه يبدأ بالشعور بأن الأشياء المخيفة يمكن أن تخرج وتلاحقه في العتمة.
وأشارت الدكتورة إيما إلى أن قصص الخيال المنشورة في كتب الأطفال والمعروضة على شاشات التلفزيون تربط بين الأشباح وفترة الليل والعتمة.
وفي حال نظر الأهل إلى موضوع العتمة نظرة عامة، فإنه لا يوجد ما يمكن أن يخيف إلا أننا إن فكرنا في الموضوع بشكل أعمق فإننا ومنذ صغر سننا يشجعنا أهلنا على ألا نخرج لوحدنا في الليل.
ويمكن للأهل أن ينقلوا خوفهم إلى أطفالهم أحياناً ويجدون الحل في إبقاء الأضواء منارة في غرفة النوم عند نوم الأطفال.
هل نبقي الإنارة في غرفة النوم؟
لا يمكن أن نعتبر أبداً أن إبقاء الأضواء منارة أثناء نوم الطفل في غرفته من الحلول الصائبة والصحيحة.
وينبغي أن يعمل الأهل على مواجهة المشكلة من دون الالتفات إلى معالجة الأمر، بحلول مؤقتة.
وأشار الخبراء إلى أن الأضواء المنارة أثناء النوم يمكن أن تؤثر على صحة الطفل.
كون الإنارة لا تساعد فعلياً على إراحة أعصاب الطفل، وجعله يشعر بالاسترخاء وهما العاملان الأساسيان لنوم صحي ومفيد.
وأشارت الدكتورة إيما إلى أن هناك بضعة أمور يمكن أن تساعد الأهل على مواجهة مشكلة أطفالهم مع العتمة.
تحدث مع طفلك عن خوفه
من الخطأ أن تسخر من خوف طفلك مهما بدا لك أن الأمر مضحك فعلاً.
ومن الأفضل أن تحاول مناقشة الأمر مع طفلك وحاول مساعدته على النظر إلى الموضوع بمنطقية.
وفي حال كان طفلك يخاف من الوحش القابع في خزانة الملابس، افتح الخزانة أمامه وتأكد من أنه لا يوجد أي أحد فيها.
كما أنه من المهم أن تؤكد لطفلك أن الوحش لن يكون أبداً قادراً على الدخول إلى الغرفة.
واجه قلقه بحكمة
في حال كان طفلك يرفض النوم في الغرفة والأضواء مطفأة، فإنه من الضروري ألا تستسلم إلى إبقائها مضاءة.
وهنا عليك أن تعرف تماماً كيف تواجه القلق، حيث يمكنك أن تبدأ معه تدريجياً بتخفيف الإنارة.
وفي حين يعتمد الطفل على الضوء الأساسي للغرفة في اليوم الأول، يمكنك مع نهاية الأسبوع أن تبقي ضوءاً خافتاً فقط.
لا تربط بين "الخوف" والعتمة
من أهم الأمور التي يجب على الأهل تداركها هي الأفلام والرسوم المتحركة التي يشاهدها الأطفال والتي تربط بين العتمة والخوف والأشباح.
ولذلك حاول أن تجنب طفلك رؤية القصص التي تؤكد على أن العتمة شيء مرعب بأنها الفترة التي تبدأ فيها الأشباح بالظهور.